الله

الله اكبر

محمد

محمد رسول الله

Wikipedia

Résultats de recherche

mardi 5 novembre 2013

فائدة في التعامل مع حديثي العهد بالإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله - تعالى – وبركاته. أنا من دولة المغرب، كنت أدرس بالجامعة الأدب الإنجليزي، ومع قرابة نهاية السنة تقدَّم لخطبتي رجلٌ بولندي الجنسية مُعتنق للإسلام، عرفنا ذلك من خلال الشهادة التي تؤكد إسلامه بمكتب الأزهر الشريف بمصر.

في الحقيقة فرحت كثيرًا عندما علمت أنَّه مسلم كل الأسرة مُوافقة عليه؛ لكونه مسلمًا، فسألناه عن الصلاة والصيام، فرأيناه يُصلي، أمَّا الصيام، فقال: إنَّه صام عامين، ترك لنا مهلة أسبوع للتفكير، سألني إخوتي: أقبلت به؟ أجبت: نعم إن شاء الله، وبعدها حُدِّد موعدٌ للزفاف، وفي صيف 2008 أقيم العرس، ومع معاشرته لمدة شهر كان يُصلي في وقت الصلاة، ويذهب للمسجد، فقد كان قريبًا منا، وبعد شهر انتقلت أنا وهو إلى بلاده بولندا؛ حيث دخل الشهر المعظم رمضان، فصمت أنا، وهو لم يصم؛ لكونه كان مريضًا بصداع الرأس والزكام؛ إذ إنَّه قال: هذا موجود في القرآن الكريم، فسكتُّ عنه، لكن عندما شُفِيَ عرضت عليه الصيامَ فصام، واليوم التالي شرطت عليه الصيام أو الهجران، فصام بفضلٍ من الله، وفي يومٍ من أيام رمضان جاءني، وقال: الحقيقة أنا لا أقدر على الصوم، فعرفتُ أنه كان يكذب عندما قال: صمت سنتين، أمَّا الصلاة فصعبة عليه حسب قوله. وعندما أجبره على الصلاة، يُجيبني: هناك مسلمون لا يصلون، ورغم ذلك فهم مسلمون من فضلك أريد من حضرتكم أنْ تَجدوا لي حلاًّ، فحياتي التي لطالما حلمت أن أكونها مع الزوج الملتزم المتدين، والأسرة المتدينة ليست إلا أضغاث أحلام.

أرجو من الله أن يتقبَّل منكم.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حياك الله أختي الكريمة، ومرحبًا بك معنا في موقع (الألوكة).
مُشكلة الكثير من الفتيات أنَّها تقبل وأهلها على الفور الزَّواجَ بالشخصِ الذي ثبت إسلامه، دون أخذِ المدة الكافية للاطِّلاع على أحواله وحُسن إسلامه، خاصَّة أنه حديث عهد بالإسلام، فكان من الأهمية بمكان أنْ يتحرى الأهل عنه، ويُخالطونه كثيرًا قبل إتمام الزواج، فأسأل الله أنْ يربط على قلبك، ويفرج هَمَّك ويرزقك الحياة الطيبة في ظل عبادة الله - تعالى - على الوجه الصحيح، وعلى ما يُحب ربنا ويرضى، وأن يتحقق الحلم عن قريب.

أختي الفاضلة:
أعلم أنَّ الْخَطْبَ جلل، وفي الحقيقة ما دام الأمرُ يتعلق بالدين، فذاك البلاء الحقيقي، وتلك المصيبة العظيمة؛ إذ كلُّ مصيبة دون الدين تَهون، لكن مقابلة عصيانه بالهجران والزَّجر لا أظن أنه ينفع، خاصَّة مع من أسلم حديثًا، ولم يَمضِ على إسلامه مدة كافية لثباته وتعرُّفه على الدين بشكل صحيح، فالذي يبدو لي أنَّ زوجك قد أسلم لبعض الميزات التي سمعها عن الإسلام، ولم يتعمَّق في الدين، أو حتى يُحيط ببعض الأمور التي تعينه على أن يعبد الله على بصيرة، ومن هنا تأتي المشكلة.

مَن لم يتعرف على أساسيات الدين، لن يتيسر له إقامة شعائره، ولن يعرف الحقَّ من الباطل، يرى أناسًا لا يُصلُّون، فيظن أن الأمر هين، هذا فلان لا يصلي وهو مسلم.

وهنا لا بد من المحاورة معه بالحسنى وبالأسلوب الليِّن وبالحكمة، ويَجب عليك قبل هذا تثقيف نفسك، وتعليمها العلمَ الشرعي؛ حتى تكوني له مرجعًا طيبًا فيما يطرأ على فكره، وما يَحتاج إليه من معلومات حقيقية لا شوائب فيها.

فسلي زوجك: هناك أناس لا يصلون، ومن قال لك: إنَّ هؤلاء على صواب؟!

وهل أُمِرْنا بالاقتداء بهم؟!

وما يدريك أنَّهم باقون على الإسلام عند الله، وقد عدَّهم كثيرٌ من أهل العلم غَيْرَ مُسلمين بتركهم للصلاة.

الصوم مثلاً: لا يقدر على الصوم.

سليه: ما قدرُ التعب الذي يلحق به عند الصوم؟

وهل أي تعب يشعر به الإنسان يُبيح له الفطر؟!

يَجب أن يُناقش ويُعَلم جيدًا الحكمةَ من الصوم، وأنْ يطالع أسرارَه العظيمة، ومنها: تزكية النفس وكسر شهواتها، استشعار نعمة الله علينا، فما يُحرم منه الإنسان لمدة يعرفُ قيمته، ويدرك أهميته، كذلك نعمة الطَّعام والشراب.

ومنها أيضًا الشعور بقهر الشيطان والانتصار عليه، ومنها تقوية الإرادة والتحكُّم في الرغبات، ومنها تربية النفس، والشعور بخُلُُق الرحمة بالفقراء والعطف عليهم، وكيف نشعر بهم دون أن نُجرب ما يعانون من جوع؟!

ومنها الفوائد الصحية العظيمة التي أظهرتها تجارب الغرب حديثًا للجهاز الهضمي، والعصبي والدوري، وتنقية الجسم من السُّموم، ولا شكَّ أنه من السهل أن تقومي معه بالاطِّلاع على تلك المعلومات والاستفادة منها؛ ليدرك أن الله - تعالى - لم يفرض على عباده الصومَ ليعذبهم.

وهكذا كوني معه في كلِّ ما أَشكل عليه من عبادات، وظن في نفسه أنه لا قُدرة له عليه ولا طاقة له به.

فالحديث والتحاور خيرُ علاج لمن أسلم حديثًا.

شجِّعيه أيضًا على كل عبادة يفعلُها، وأكثري من ذلك، ولا تتغيَّري عليه؛ لتقصيره في العبادة، بل أظهري له أنَّ الإسلامَ دينُ الرحمة؛ حتى لا ينفر منه، ويسأل نفسه: ماذا كسبت بدُخولي في الإسلام؟

أعْني: أن تكوني له كالمنقِذ من الغرق، فهو الآن على وشك الغَرق، ولن ينقذه النَّقْد، ولا الهجران، ولا الصدود، خاصَّة إن كان من الرفيقة المسلمة الوحيدة له بين أظهر النصارى.

وحاولي أنْ تغرسي في نفسه الإخلاصَ، فنحن نعبد الله لله، وليس للناس، وهو قد دخل في الإسلام؛ لينجو من النار، وليس ليفوزَ بزوجة مسلمة فقط، فلا بد أن يتعلمَ ويفقه معنى الإخلاص الحقيقي لله، وأنْ يعبد الله كما أمر الله أن يُعبد، وليس كما يعبده فلان وفلان.

زوجك الآن أحوجُ ما يكون إلى الرِّفْقَة الصَّالحة، وقد يكون تأثيرها عليه أقوى بمراحل من تأثيرك أنت، وأُفضِّل له إمامَ مسجدِ الحي مثلاً أو مَن تعلمين مِن أهل العلم الثِّقات، فيقوم بزيارته وتعليمه ومناقشته حول أهم الأمور التي ينبغي أن يَحرص عليها المسلم.

من خير ما يعين على هدايته وتحبيب الإسلام إلى قلبه: القراءةُ في سيرة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - واتِّباع هديه الكريم، فوضِّحي له أنَّ المسلمين اليومَ، كثيرٌ منهم قد ضلوا وابتعدوا عن طريق الصواب، خاصَّة في بلاده قلَّ أنْ يَجد المسلمَ الحقَّ، فلا يَجب أن نأخذ ديننا من هؤلاء؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تَمسكتم بهما: كتاب الله، وسُنَّتي))؛ حسنه الألباني في (منزلة السنة).

نأتي لنقطة مهمة لا بُدَّ من إلقاء الضوء عليها، وهي وضع المسلمين في بولندا.

للأسف يا عزيزتي، الوضع بالنسبة لهم لا يُبشِّر بخير، فعلى الرغم من أنَّ عددهم قليل - تقريبًا 30 ألف مسلم – إلا أنَّهم أيضًا مشتتون بشكل مُحزن، ومُتفرِّقون في البلاد؛ بسبب اختلاف المهن والتعليم، وأيضًا غالبهم يعاني جهلاً عظيمًا بأحكام الدين الإسلامي، فلا يعلمون عنه إلاَّ بعض الرموز، كالصلاة على الأموات، وصلاة الجمعة مثلاً، وغيرها من الرموز الإسلامية، دون التعمُّق أو فهم حقيقة الدين الإسلامي.

ولكن بفضل الله، فإنَّ الجامعةَ الإسلاميةَ في بولندا تُقدِّم لتلك الفئة القليلةِ الدَّعمَ، وتمدهم بالمعلومات، وتقيم المحاضرات والنَّدوات، ولها فروعٌ سبعة في كبرى المدن البولندية، وهي: (كراكوف)، (بوزنان)، (كاتوفيتسا)، (وارسو)، (لوبلين)، (بياويستوك)، و(وودج).

فأرى أنَّه من الخير لكما أن تنضمَّا إلى هذه الجامعة؛ ليستفيدَ زوجُك، ويشعر بالانتماء إلى دينه.

أيضًا بإمكانكما التواصُل مع المركز الإسلامي في (بياليتستوك)، فقد أقام جامعًا يشمل مسجدًا، ومدرسة لتعليم القرآن الكريم، وقاعة للمحاضرات، ودارًا للضيافة.

وإن كان الأفضل من ذلك كله له ولك العودةُ إلى بلاد الإسلام، والإقامة بين المسلمين، والهروب من ذلك الجوِّ المشحون بالاضطهاد للمسلمين، كما هو الحال في الدول الغربية.

وأنصحك أخيرًا بالدُّعاء له، والإلحاح على الله – تعالى - في الدُّعاء؛ فالله - تعالى - يقول: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

ويقول – تعالى -: ﴿ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62].

وأسألُ الله القديرَ أنْ يهديَ زوجَك، ويَجعل بيتكما خير بيوت المسلمين، وأنْ يَجعلكما عونًا لبعضكما على طاعة الله، ولا تيْئَسي أبدًا من المناصحة بلُطف، والوعظ برفق وحكمة، وحسن الخلق، والله ولي التوفيق.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/29594/#ixzz2jnkBk8ka

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More